مبابي وحكيمي… صداقة باريسية ومنافسة على بطاقة عبور واحدة لنهائي مونديال قطر 2022
متابعة

سيواجه المنتخب الفرنسي نظيره المغربي الأربعاء بملعب البيت في نصف نهائي مونديال قطر 2022. وستحتضن هذه المقابلة منافسة أخرى تجمع بين الصديقين كيليان مبابي الفرنسي وأشرف حكيمي المغربي، المكلف بمهمة مراقبة رفيقه في نادي باريس سان جرمان، على الجهة اليمنى من الملعب. أما هدفهما فهو واحد، ويتمثل في الحصول على بطاقة عبور لنهائي كأس العالم.
علاقة صداقة وطيدة تربط بين مدافع المنتخب المغربي أشرف حكيمي بمهاجم نظيره الفرنسي كيليان مبابي منذ انضمام الأول إلى صفوف باريس سان جرمان الموسم قبل الماضي.
ولكنها ستتوقف طيلة زمن المباراة التي ستجمع بين منتخبيهما الأربعاء عندما يتواجهان بملعب البيت في نصف نهائي مونديال قطر 2022.
ومن باب الصدفة، ستكون مهمة حكيمي مراقبة مبابي، لأنه يلعب في مركز المدافع الأيمن، بينما يشغل مبابي مركز الجناح الأيسر، لذلك فالمنافسة ستكون على أشدها بينهما من أجل هدف مشترك: بلوغ المباراة النهائية للعرس العالمي الأول في الشرق الأوسط.
وستكون مهمة أشرف حكيمي وقف الانطلاقات السريعة والمراوغات المربكة لصديقه كيليان، فيما سيكون على عاتق الفرنسي وقف مساندة حكيمي الهجومية لزملائه وإيجاد الثغرة في دفاع الأسود.
وللعلم، لم ينجح أي من المنتخبات الخمسة (كرواتيا وبلجيكا وكندا وإسبانيا والبرتغال) في إيجاد هذه الثغرة.
ثلاثة قلوب…
وكان حكيمي قد وجه رسالة خاصة إلى مبابي عقب تأهل منتخبي بلديهما إلى دور الأربعة، إذ نشر تغريدة عبر حسابه على توتير، قال فيها “أراك قريبا يا صديقي”، رد عليها الأخير بثلاثة قلوب.
وعندما حطّ الرحال في باريس سان جرمان قادما من إنتر، لم يكن أشرف حكيمي مرتاحًا، لكن وجد ضالته في مبابي أحد أبناء جيله، مواليد 1998.
ومنذ خطواته الأولى في العاصمة الفرنسية، جعل مبابي الأمور أسهل لحكيمي بفضل إتقانه للغة الإسبانية وتقاسمهما لنفس الاهتمامات حسبما ذكرته صحيفة “لو باريزيان”. فمرّ التيار بسرعة كبيرة بين اللاعبين كما قال المدافع “تجمعنا صداقة جيدة جدا. نشأت الصداقة بيننا بشكل طبيعي. ما يعجبني، يحبه هو أيضًا. لدينا نفس الأذواق”.
وقد وجد حكيمي المنحدر من عائلة مغربية مهاجرة في إسبانيا، على غرار زميله المولود في فرنسا من أب كاميروني وأم جزائرية، في مبابي الصديق الوفي الذي ساعده على التأقلم في العاصمة الفرنسية التي لا يعرفها ولا يتقن لغتها.
وكان قد صرح مطلع العام الجاري “صداقتي الوطيدة مع مبابي لها أسباب عدة، حيث أننا شابان نبلغ من العمر 23 عامًا، نتشارك نفس الأذواق، نتحدث عن الموسيقى وألعاب الفيديو، نذهب إلى المطاعم ونقضي أوقاتا معًا، نحب بعضنا البعض، وهذا الأمر يُلاحظ داخل الملعب وخارجه”.
وتابع: “لا أتحدث الفرنسية بشكل كبير مع مبابي، لكني على العموم أحاول تحسين لغتي الفرنسية عبره. أنا أستمتع بتعلم هذه اللغة، وعلاقتي بمبابي واحدة من أكثر الأشياء التي تساعدني على تعلمها، حتى لو كانت صعبة بعض الشيء”.
“كاتم الأسرار”
ورغم التركيز العالي والعزلة عن العالم الخارجي في معسكر المنتخبين، بقي التواصل بين اللاعبين مستمرا إن كان ذلك على أرضية الملعب من خلال احتفالاتهما بالأهداف على طريقة البطريق، أو خارجه عبر زيارة النجم الفرنسي لزميله في فندق الإقامة قبل مواجهة إسبانيا في ثمن النهائي، أو تفاعل مبابي مع ركلة الترجيح الحاسمة التي سجلها حكيمي في مرمى الإسباني أوناي سيمون.
ونشر مبابي تغريدة كتب فيها: “أشرف حكيمي” وبجانبها بعض الرموز التعبيرية منها صورة بطريق وقلب وتاج.