مسلمو سبتة ومليلية يحتفلون مع باقي المغاربة بعيد الفطر السعيد

احتفل آلاف المسلمين في مدينتي سبتة ومليلية، صباح الاثنين، بعيد الفطر وفقا لما أعلنته المملكة المغربية، في خطوة تحمل دلالات دينية وثقافية عميقة، وتُبرز استمرار الارتباط الرمزي لهاتين المدينتين بالمجال الديني المغربي، على الرغم من اختلاف الموعد الرسمي الذي اعتمدته اللجنة الإسلامية بإسبانيا.
وخرج المصلون منذ ساعات الصباح الأولى لأداء صلاة العيد في المصليات والمساجد المنتشرة في أحياء المدينتين، حيث رُفعت التكبيرات وارتفعت أصوات الأئمة بالدعاء، في أجواء شبيهة بتلك التي شهدتها باقي المدن المغربية
وتميزت الصلوات بحضور جماهيري واسع، خصوصاً في الأحياء ذات الأغلبية المسلمة مثل حي “إل برينسيبي” بسبتة و”باريو تشينو” بمليلية.
واختار سكان المدينتين، الذين يُقدّر عدد المسلمين بينهم بنحو نصف الساكنة، أن يحتفلوا بعيد الفطر يوم الإثنين 31 مارس، وفقاً لما أعلنته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعد ثبوت رؤية الهلال مساء الأحد، في حين كانت اللجنة الإسلامية بإسبانيا، المعتمدة على الحسابات الفلكية، قد حدّدت يوم الأحد كأول أيام العيد.
ويؤكد العديد من المصلين أن هذا الاختيار ليس جديدا، بل هو تقليد دأبوا عليه منذ سنوات، انطلاقاً من قناعتهم الدينية، وأيضاً بسبب ارتباطهم الوجداني والثقافي بالمغرب، سواء من حيث الأصل العائلي أو المرجعية المذهبية.
وفي مليلية، تكرّر المشهد ذاته، حيث عرفت المساجد والمصليات توافدا مكثفا للمصلين، في مشهد يعكس وحدة المرجعية الدينية مع المغرب. وتم بعد الصلاة تبادل التهاني وتوزيع الحلويات التقليدية، بينما حرصت الأسر على التواصل مع أقاربها داخل التراب المغربي عبر المكالمات ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويطرح هذا التباين السنوي في تاريخ العيد بين مسلمي المدينتين والمؤسسات الرسمية الإسبانية إشكالاً متكرراً، إذ يشير عدد من المراقبين إلى أن اعتماد الحساب الفلكي من طرف اللجنة الإسلامية بإسبانيا لا يحظى بالإجماع، كما أن السياق السياسي والهوية الثقافية لمسلمي سبتة ومليلية يجعلان من اعتماد الرؤية المغربية خياراً مفضلاً لدى أغلبهم.
وفي وقت تتجنب فيه السلطات الإسبانية التدخل المباشر في هذا النقاش، يواصل مسلمو سبتة ومليلية التعبير عن خصوصيتهم الدينية من خلال تمسّكهم بزمنهم الرمضاني والعيدي المرتبط بالمملكة المغربية، بما يحمله ذلك من رسائل تتجاوز البعد الديني، لتلامس أيضاً سؤال الهوية والانتماء في سياق استعمار غير معلن.