طنجة 2027 كما نحلم بها.. خالية من الكائنات الانتخابية وزاخرة بالكفاءات التي تحترمها
نصرو العبدلاوي

طنجة، هذه المدينة العريقة، التي كانت دوما بوابة المغرب نحو العالم، ومرآة لتحولات المغرب الكبرى، لا تزال تنتظر لحظة الانعتاق من قبضة العبث السياسي والارتجال التدبيري، ومع اقتراب موعد 2026، ترتفع الأصوات المطالبة بقطيعة جريئة مع واقع لا يليق بمكانة المدينة، وبميلاد مرحلة جديدة تسودها الكفاءة، المسؤولية، والوضوح في الرؤية.
وفي ذات السياق، يُطرح السؤال بإلحاح: إلى متى ستبقى طنجة حبيسة نفس الوجوه التي تتعاقب على مراكز القرار دون أن تقدم للمدينة سوى مزيد من التأخر والتهميش؟ في كل استحقاق انتخابي، تُسجل مشاركة أسماء مألوفة، لكن النتيجة غالبا ما تكون واحدة: مشاريع متعثرة، غياب الحكامة الجيدة، واستمرار التسيير بمنطق المحاباة لا بمنطق المصلحة العامة.
ومن جهة أخرى، يزداد الإحباط لدى فئة واسعة من المواطنين، خاصة الشباب، الذين يرون أن مدينتهم تستحق أفضل مما يُقدم لها حالياً، حيث المدينة التي تحلم بها الساكنة في أفق 2026، ليست مجرد توسع عمراني أو بنايات إسمنتية، بل فضاءٌ للحياة الكريمة، ولتدبير جماعي شفاف، ولمسؤولين منتخبين يحملون همّ المدينة وساكنتها، لا همّ المقاعد والمصالح.
وفي هذا الإطار، تطرح الكفاءات المحلية تساؤلات مشروعة: لماذا يتم تهميش الشباب المؤهلين، واستبعاد أصحاب المشاريع والأفكار الجادة؟ ولماذا يُفتح الباب لمن لا يسكن المدينة ولا يعيش واقعها اليومي؟ هل من المنطقي أن يتحدث باسم طنجة من لا يعرف أحيائها ولا هموم أهلها؟
وعلى صعيد متصل، تقف الأحزاب الوطنية أمام اختبار حقيقي: إما أن تُقدم على تجديد نخبها وتمنح الفرصة لكفاءات نزيهة ذات كفاءة، أو تستمر في إعادة إنتاج نفس الوجوه التي فقدت ثقة الشارع.
وحسب متابعي الشأن المحلي فالتغيير، لم يعد ترفا سياسيا، بل ضرورة تاريخية تمليها التحولات المجتمعية والوعي المتنامي لدى المواطنين.
وفي خضم هذا المشهد، تبرز الحاجة إلى إرادة سياسية صادقة، تقطع مع منطق الاستغلال السياسي للمدينة، وتعيد الاعتبار لأبناء طنجة الحقيقيين، القادرين على قيادتها نحو مستقبل واعد.
ولم تعد اليوم ساكنة عاصمة البوغاز تقبل بالشعارات المؤقتة والوعود المعلقة، بل تطالب بنتائج ملموسة، وبوجوه نظيفة، وبمسؤولين يحترمون ذكاء الناس قبل أصواتهم.
إن طنجة، بكل ما تختزنه من تاريخ ومؤهلات بشرية واقتصادية، تحتاج إلى من يُحسن الاستماع لنبضها، ويقودها بهدوء نحو التحول المنشود.
وحدها الجرأة في اتخاذ القرار، والتخلي عن الكائنات السياسية المستهلكة، كفيلة بإعادة الأمل في طنجة جديدة… طنجة 2027، كما نحلم بها.