شباب يستحقون فرصة أكبر في تدبير شؤون عروس الشمال
نصرو العبدلاوي

رغم التطلعات الكبيرة التي تعقدها ساكنة طنجة على المنتخبين المحليين لتصحيح المسار التنموي وتدبير الشأن العام بروح جديدة، إلا أن المدينة لا تزال تعاني من ظاهرة تدوير نفس الوجوه السياسية القديمة، التي لم تنجح في تحقيق تحولات حقيقية تعكس مكانة طنجة كقطب اقتصادي وحضاري في شمال المملكة.
وفي هذا السياق، تتعالى أصوات فاعلين مدنيين ومهتمين بالشأن المحلي للمطالبة بإنهاء هذا الوضع، معتبرين أن الاستمرار في الاعتماد على نفس الشخصيات التي راكمت سنوات من المسؤولية دون نتائج ملموسة، يُشكل عائقا أمام طموحات الجيل الجديد ويقوّض فرص التغيير المنشود.
وتُطرح بإلحاح مسألة تجديد النخب السياسية، خاصة في ظل وجود كفاءات شابة أبانت عن قدرة واضحة في التواصل مع المواطنين، والانخراط في ملفات التنمية، والتعامل الواقعي مع التحديات المحلية.
ويُعد من بين هذه الأسماء البارزة محمد بولعيش، رئيس جماعة اجزناية، الذي استطاع أن يُكسب الجماعة دينامية جديدة بفضل مقاربته التشاركية ومتابعته المباشرة لمشاريع القرب، وهو ما جعله محط إشادة من أطياف مختلفة داخل المدينة.
وفي ذات الإطار، يظهر اسم نورالدين الشنكاشي، نائب عمدة طنجة، كأحد الأطر الشابة التي استطاعت أن تبصم على حضور فعال داخل المجلس الجماعي، من خلال تدبير ملفات معقدة بروح مسؤولة، جعلته يحظى بثقة متزايدة من شرائح واسعة من المهتمين.
أما على المستوى التشريعي، فإن عادل الدفوف، النائب البرلماني الشاب، يقدم صورة مغايرة للنائب التقليدي، حيث يتميز بحضور دائم في الساحة السياسية ، ويحسب له تبنيه قضايا محلية تهم ساكنة طنجة، ما جعله من الأصوات الشبابية الجديرة بالثقة داخل قبة البرلمان.
ولا يمكن إغفال الشاب الطموح عصام الغاشي نائب عمدة مدينة طنجة، وهو من الأطر السياسية التي أبانت عن كفاءة مهنية وقدرة على التأطير السياسي، مع انخراط واضح في خدمة قضايا المدينة من مواقع مختلفة، الأمر الذي يدفع بمطالب إشراكه في مناصب أكثر تأثيراً داخل هياكل القرار المحلي.
وفي ظل هذا المشهد، يبرز تناقض صارخ بين طموح الطاقات الشابة وبين الواقع السياسي المكرس، الذي لا يزال يفضل المحافظة على نفس الأسماء، في تكرار لتجارب لم تفض إلى النتائج المرجوة.
من جهتها، تطالب فعاليات مدنية وحقوقية، إلى جانب فئات واسعة من الشباب، بضرورة خلق آليات واضحة لتجديد النخب وضخ دماء جديدة داخل المؤسسات المنتخبة، معتبرة أن الديمقراطية الحقيقية لا تكتمل إلا بمشاركة وجوه شابة تحمل رؤية جديدة واستعدادا للتضحية من أجل المصلحة العامة.