الجواهري يتحفظ بشأن تأثيرات الحرب الإيرانية الإسرائيلية: “الوضع غير واضح ويتطلب الحذر”
هاجر العنبارو ـ صحافية
في ظل التوترات المتصاعدة بالشرق الأوسط، أكد عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، أن من السابق لأوانه الحديث عن تداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية على الاقتصاد الوطني، مشددا على ضرورة التحلي باليقظة والتروي في التحليل قبل إصدار أي قرارات.
وفي ندوة صحفية أعقبت اجتماع مجلس بنك المغرب مساء الثلاثاء بالرباط، أوضح الجواهري أن تسارع الأحداث الإقليمية يعقد عملية التقييم، قائلا “إن المعطيات تتغير بشكل لافت بين لحظة وأخرى، ما يجعل أي محاولة للتوقع بمثابة مجازفة غير مبنية على أسس دقيقة، مضيفا : “ما يجري حاليا في المنطقة لا يسمح لنا بوضع تصور واضح، لأن الأحداث تتحول بوتيرة متسارعة، ولا يمكن اتخاذ موقف مسؤول دون الاطلاع على معطيات ثابتة”.
وشدد والي البنك المركزي على أن حالة عدم اليقين تفرض على المؤسسة مواصلة التتبع اليومي للأسواق الدولية والإقليمية، مبرزا أن المجلس يبقى في تواصل دائم رغم أن اجتماعاته الرسمية تعقد كل ثلاثة أشهر.
وأكد الجواهري، أن البنك لا يتردد في اتخاذ أي إجراء إذا اقتضت الظرفية الاقتصادية ذلك، حتى وإن لم يكن في إطار اجتماع رسمي،أما بخصوص السياسة النقدية، فقد أشار الجواهري إلى أن تخفيض سعر الفائدة الأساسي ثلاث مرات خلال شتنبر ودجنبر ومارس لم تظهر آثاره بالكامل بعد، مبرزا أن هذه الدينامية تحتاج إلى وقت لترجمة انعكاساتها على المستهلكين والقطاع البنكي.
وأبدى المتحدث ذاته، تخوفه من السيناريوهات الجيوسياسية المحتملة، خاصة في ما يتعلق بملف مضيق هرمز، وما قد يترتب عنه من اضطرابات على سلاسل التوريد وأسواق الطاقة، وهو ما يضيف طبقة جديدة من الغموض إلى المشهد الاقتصادي العالمي.
واختتم الجواهري بالتأكيد على أهمية التمهل في إصدار الأحكام، داعيا إلى اتخاذ العبرة من تجارب مؤسسات مالية كبرى، مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، التي حافظت على استقلالية قراراتها رغم الضغوط السياسية والإعلامية المتزايدة.
