من خزان ماء إلى منصة موت..بوعبيد يفارق الحياة بعد اعتصامه ببني ملال

هاجر العنباروـ صحافية
لفظ بوعبيد، الأربعيني المنحدر من منطقة أولاد يوسف بإقليم بني ملال، أنفاسه الأخيرة في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 15 يوليوز، داخل قسم العناية المركزة بالمستشفى الجهوي، متأثرا بمضاعفات صحية خطيرة ناتجة عن اعتصامه فوق خزان مائي مرتفع استمر لأكثر من 18 يوما، احتجاجا على ظروف وفاة والده التي طالب بفتح تحقيق بشأنها.
وتحولت الواقعة التي حظيت بمتابعة واسعة من الرأي العام والإعلام من فعل احتجاج فردي إلى أزمة إنسانية معقدة، بعدما رفض بوعبيد جميع محاولات الإنزال السلمي، ومنع تدخل عناصر الوقاية المدنية، اذ تطور الوضع بشكل خطير حين أقدم المعتصم على الاعتداء على أحد رجال الوقاية واحتجازه، قبل أن يقدم على رميه من أعلى الخزان في لحظة هزت المنطقة.
وبعد ساعات قليلة من الحادث ، تدخلت فرقة أمنية خاصة قدمت من الرباط لمحاولة إقناع بوعبيد بإنهاء الاعتصام غير أن فصول المأساة لم تنتهِ هنا، إذ اختل توازنه وهو يلف حبلا حول عنقه، ليسقط من علو شاهق أمام عدسات الكاميرات في مشهد مأساوي وثقته العيون قبل العدسات.
وتبقى وفاة بوعبيد، الذي حول خزان الماء إلى منصة احتجاج أخيرة، لحظة فارقة تحتم مراجعة شاملة لأساليب معالجة الأزمات الاجتماعية التي غالبا ما تبدأ بصمت، وتنتهي بضجيج الموت.