.stream-item-widget-content { display:none; }

من طنجة..مقاربات جديدة لتعليم السلام في المدارس

هاجر العنبارو – صحافية

احتضنت مدينة طنجة، يومي 24 و25 يوليوز الجاري، ندوة دولية استثنائية تحت عنوان “إدراج السلام في صميم التعليم والتعلم”، نظمتها جمعية أنوار سلام بشراكة مع كشافة دار سلام بالمغرب والكشافة الإسبانية، وبتأطير من نخبة من الخبراء التربويين من داخل المغرب وخارجه.

وانطلقت الندوة التي جمعت بين المهنيين التربويين والفاعلين المدنيين من سؤال جوهري: كيف يمكن ترسيخ ثقافة السلام داخل الفصول الدراسية، وتحويل المؤسسة التعليمية إلى فضاء للقيم قبل أن تكون فضاء للمواد؟ سؤال حمل أبعادا تربوية وإنسانية، وفتح الباب لنقاش معمق حول الطرق الممكنة لإعادة بناء علاقة المتعلم بالتعليم على أساس الاحترام والتعاون.

وتميزت هذه المحطة الفكرية بحضور الشيخ خالد بنتونس، الذي ترأس الندوة فخريا، وهو صاحب مبادرة “اليوم الدولي للعيش معا في سلام” المعتمد من الأمم المتحدة، ومبتكر التصور التربوي “السلام في قلب التعليم والتعلم”، وشهدت الندوة مشاركة مدير مؤسسة تعليمية من هولندا تطبق فعليا هذا النموذج البيداغوجي، وتحظى بدعم رسمي من وزارة التعليم الهولندية، مما منح للتجربة بعدا عمليا يتجاوز الخطاب النظري.

وتداول المشاركون مقاربات تربوية بديلة تضع التعاون بدل التنافس، وتؤسس لمنهجية تعليمية تجعل من الاحترام المتبادل قاعدة أساسية داخل الفصول الدراسية، كما تم تقديم نماذج تعليمية مبتكرة تظهر كيف يمكن لقيم مثل السلام والتسامح أن تصبح جزءا من العملية التعليمية اليومية، لا مجرد شعارات موسمية.

و شددت فردوس ميري سهلي، نائبة رئيس جمعية أنوار سلام، في تصريحها خلال الندوة على أن السلام لم يعد ترفا فكريا في المؤسسات التعليمية، بل ضرورة حيوية لمجتمع يعيش تحولات عميقة مضيفة أن إدماج هذه القيم في التعليم ينتج مواطنين أكثر توازنا وقدرة على التعايش، لأن التربية اليوم لم تعد تقتصر على المواد، بل باتت تشمل الإنسان وسلوكياته وتفاعله مع الآخر.

وشهدت الندوة تعبئة غير مسبوقة من الجسم التربوي، حيث شارك أكثر من خمسين أستاذا وأستاذة من مختلف جهات المغرب، إلى جانب عشرات المربين من أوروبا، وهو ما يعكس تعطشا واضحا نحو التجديد البيداغوجي والخروج من النمطية التعليمية التي أرهقت المدرسة والمجتمع.

وأكدت فائزة بلازيز، رئيسة كشافة المغرب دار سلام، أن المقاربات المعروضة خلال الندوة أثبتت فعاليتها في سياقات دولية مختلفة، وأن نقلها إلى السياق المغربي يمر عبر التكييف الذكي مع الخصوصيات الثقافية والتربوية للمجتمع.

واختُتمت أشغال الندوة بجلسة مفتوحة أمام الجمهور، حيث أتاحت للمدرسين والآباء والمهتمين فرصة التفاعل المباشر مع المتدخلين ومقاربة النماذج المطروحة من زوايا تطبيقية.
وأوضح محمد ناجي، عضو جمعية أنوار سلام، أن هذه التظاهرة لم تكن لحظة خطابية عابرة، بل مناسبة عملية خرج منها المشاركون وهم يحملون أدوات يمكن تنزيلها داخل المؤسسات التعليمية والمحيط الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى