.stream-item-widget-content { display:none; }

طنجة.. عودة خيي تمنح “قبلة الحياة السياسية” للحمامي ببني مكادة

نصرو العبدلاوي

بعد فترة من الركود السياسي والتراجع في الأداء التسييري، عاد اسم البرلماني ورئيس مقاطعة بني مكادة، محمد الحمامي، ليتصدر المشهد المحلي بمدينة طنجة، وذلك تزامناً مع عودة السياسي البارز محمد خيي، الرئيس السابق للمقاطعة عن حزب العدالة والتنمية، إلى الساحة السياسية، في خطوة وُصفت بـ”قبلة الحياة السياسية” التي أعادت الروح لحضور الحمامي، الذي كان يوصف، في أوساط محلية، بـ”السياسي المنهك تنظيمياً والمحاصر انتخابياً”.

وفي هذا السياق، تشير معطيات متقاطعة إلى أن الحمامي واجه خلال الشهور الأخيرة سلسلة من الصعوبات، شملت اختلالات في تدبير شؤون المقاطعة، وتصدعات داخلية في صفوف أغلبيته، واتهامات من خصومه حول ضعف التسيير وسوء التواصل مع محيطه الانتخابي، مما انعكس سلباً على صورته أمام ساكنة المقاطعة التي تعد الأكبر على الصعيد الوطني.

من جهة أخرى، فإن عودة خيي للمشهد المحلي، والتي جاءت في ظرف سياسي حساس، ساهمت في إعادة خلط الأوراق داخل مقاطعة بني مكادة، حيث وجد الحمامي نفسه مضطراً لإعادة تموضعه السياسي والدفاع عن منجزاته، في محاولة لاستعادة زمام المبادرة داخل مجلس المقاطعة وتعزيز موقعه الانتخابي الذي تآكل نسبياً خلال الفترة الأخيرة.

وفي ذات السياق، اعتبر متتبعون للشأن السياسي المحلي أن المنافسة السياسية المتجددة بين الحمامي وخيي قد تعيد بعض الدينامية للمشهد العام ببني مكادة، لكنها في الوقت ذاته تضع الحمامي أمام اختبار سياسي صعب، يفرض عليه تجاوز مرحلة الجمود، وترميم شعبيته، وتحصين موقعه داخل دائرة بني مكادة استعداداً للاستحقاقات المقبلة.

وفي هذا الإطار، تذهب بعض القراءات إلى أن عودة خيي، رغم كونها موجهة أساساً لإعادة إحياء تواجد العدالة والتنمية داخل بني مكادة، قد تصب بشكل غير مباشر في مصلحة الحمامي، الذي لطالما احتاج إلى خصم ذي وزن يعيد التوازن إلى المشهد، ويمنحه فرصة لتأطير خطابه السياسي على قاعدة المقارنة والتحدي.

وتبقى مقاطعة بني مكادة واحدة من أهم القلاع الانتخابية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، نظراً لكثافتها السكانية وثقلها السياسي، ما يجعل التحركات داخلها مؤشراً أساسياً لقراءة الخريطة الحزبية المقبلة على صعيد المدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى