طنجة.. خبراء يبرزون دور الميناء المتوسطي في إعادة ترتيب ممرات الشحن نحو إفريقيا
متابعة

شدد مسؤولون وخبراء، الأربعاء، على أن ميناء طنجة المتوسط يرسّخ موقعه كفاعل استراتيجي ينافس أبرز مراكز الشحن البحري في العالم، ويعيد رسم خطوط الربط بين إفريقيا والاقتصاد العالمي.
وتركزت المداخلات على التحديات التي تواجه الموانئ الإفريقية، من أبرزها تعقيدات العبور البري نحو الدول غير الساحلية، والضغط المتزايد للانتقال الطاقي والرقمي، في ظل المتغيرات الجيوسياسية ومتطلبات الحياد الكربوني.
وأكد مهدي تازي ريفي، المدير العام للوكالة الخاصة طنجة المتوسط، أن انعقاد المؤتمر في طنجة يعكس ثقة دولية متزايدة في قدرة المغرب على مواكبة التحولات الكبرى في التجارة العالمية.
وأضاف أن الصناعة المينائية تعيش اليوم لحظة تحول حاسمة، تفرض على الفاعلين التكيف مع معايير جديدة، خاصة تلك التي تفرضها المنظمة البحرية الدولية على مستوى إزالة الكربون ونظام تداول رخص الانبعاثات.
وأوضح أن طنجة المتوسط، بفضل تموقعه الجغرافي وتكامل مكوناته الصناعية واللوجستية، أصبح منصة مرجعية لا تكتفي بخدمة خطوط الشحن، بل تؤدي دورًا محوريًا في ضمان استمرارية سلاسل التوريد وتغذية الاقتصاديات الإفريقية.
من جهته، أبرز إدريس العربي، المدير العام للسلطة المينائية طنجة المتوسط، أن 40 في المئة من المعاملات البحرية للميناء ترتبط بدول القارة، ما يمنحه ثقلاً استراتيجياً في تنمية التجارة البينية. وأوضح أن المغرب لم يعد مجرد نقطة عبور، بل شريك هيكلي في هندسة التدفقات اللوجستية عبر إفريقيا.
وتوقف العربي عند رمزية المؤتمر، مشيرا إلى أن هذا الموعد يُنظم سنويًا في مراكز محورية كروتردام وسنغافورة وبنما، وأن عودته إلى طنجة للسنة الثانية على التوالي يعكس تموقع الميناء في قلب المنظومة البحرية العالمية.
أما جان ماري كوڤي، الأمين العام لرابطة موانئ غرب ووسط إفريقيا، فقد سلط الضوء على إشكالية المعابر البرية باعتبارها إحدى أعقد حلقات سلاسل التوريد في المنطقة، داعيًا إلى مراجعة الإجراءات التنظيمية وتبسيط أنظمة العبور، لتفادي البطء الذي يؤثر سلبًا على فعالية التبادل التجاري بين البلدان غير الساحلية وموانئ التصدير.
ويتضمن برنامج المؤتمر سلسلة جلسات حول موقع الموانئ الإفريقية في التجارة العالمية، واستدامة سلاسل التوريد، وفرص الاستثمار في البنيات التحتية، إلى جانب معرض متخصص يعرض أحدث التقنيات والمعدات الخاصة بالموانئ ومحطات الحاويات.
وتسعى طنجة، من خلال احتضان هذا الحدث، إلى تأكيد حضورها كمركز للتقاطع البحري متعدد الأبعاد، وتكريس نموذجها القائم على الاندماج بين الميناء والمنطقة الصناعية والأنظمة اللوجستية، بما يعزز رؤية المغرب في تثبيت سيادته البحرية، وتوسيع شراكاته جنوب–جنوب على أسس إنتاجية مستدامة.



