فعاليات تحذر من طمس مَعلمة بالعرائش

يبدي المجتمع المدني في مدينة العرائش تخوفه من اندثار موقع تاريخي عريق، عبارة عن بطارية للمدافع، بسبب أشغال تدعيم الحاجز البحري في إطار مشروع تأهيل الشرفة الأطلسية والشاطئ الصخري للمدينة.
ويعدّ الموقع الأثري المذكور من بين أبرز المعالم التاريخية التي تزخر بها مدينة العرائش، ويمثل جزءا من الذاكرة المغربية، إذ تم بناؤه بعد قصف الأسطول الحربي الفرنسي للعرائش عام 1765.
وأفاد المؤرخ إدريس شهبون بأن السلطان محمد بن عبد الله قدم إلى العرائش شخصيا، بعد قصف الأسطول الحربي الفرنسي للمدينة، وأمر ببناء مجموعة من البطاريات لتدعيم واجهتها البحرية، قصد تحصينها.
ومن ضمن البطاريات المشيّدة، التي تم تجهيزها بمدافع، بطارية سيدي بوقنادل، التي تقع على شاطئ البحر مباشرة أسفل الجرف الذي يحدّ مدينة العرائش من الغرب، بالقرب من حصن القبيبات.
ومع انطلاق أشغال تأهيل الشرفة الأطلسية بالعرائش، وتحرك الجرافات بالقرب من بطارية سيدي بوقنادل، تزداد مخاوف أبناء المدينة من مصير هذه المعلمة التاريخية التي يزيد عمرها على قرنين نصف القرن.
ووجه “فريق الفعاليات المدنية المهتمة بالتراث الثقافي والبيئي” بالعرائش عريضة إلى رئيس المجلس الجماعي، طالب من خلالها بإدراج عناصر التراث الثقافي المادي واللا مادي في مشروع تأهيل الشرفة الأطلسية بالعرائش.
وقالت الهيئة ذاتها إن ساكنة وفعاليات المجتمع المدني بالعرائش رحّبت بإعطاء انطلاقة مشروع تأهيل الشرفة الأطلسية، الذي صادق عليه المجلس الجماعي للمدينة بتاريخ 14 فبراير 2023، غير أنها سجّلت أن تصميم المشروع “لم يأخذ بعين الاعتبار التراث الطبيعي والثقافي المادي والمعنوي للشرفة الأطلسية وشاطئها الصخري”.
والتمس “فريق الفعاليات المدنية المهتمة بالتراث الثقافي والبيئي” بالعرائش من رئيس الجماعة “العمل على إبراز عناصر التراث الطبيعي والثقافي في تأهيل الشرفة الأطلسية، من أجل تدخل مستدام يصون التراث التاريخي وذاكرة المكان، ويعزز تحسين جاذبية السياحة البديلة بالمدينة”.
ومن بين المقترحات التي قدمتها الهيئة، الحفاظ على بطاريات المدافع التاريخية، ومنها بطارية سيدي بوقنادل التي تقع على حافة البحر على مقربة 300 متر من برج السعديين، المعروف بحصن الفتح، الذي يوجد بدوره في حالة متردية.
وفي الوقت الذي يتخوف فيه المجتمع المدني بالعرائش من التحاق بطارية المدافع بسيدي بوقنادل بالمآثر التي اندثرت من المدينة، أوضح رئيس جماعة العرائش، المؤمن الصبيحي، أن موضوع حماية الموقع الأثري المذكور كان حاضرا خلال لقاء انعقد في مقر العمالة، حيث تم بحث إمكانية تحويل البطارية إلى مكان آخر أو الإبقاء عليها في المكان حيث توجد حاليا إذا كانت أشغال تدعيم الحجز الصخري تتيح ذلك، مؤكدا: “ستتم حمايتها”.