.stream-item-widget-content { display:none; }

عيد الاستقلال الـ 70.. من ملحمة التحرير إلى بناء المغرب المتقدم

يأتي الإحتفال بالذكرى السبعين لعيد الاستقلال هذه السنة، ليُجسد لحظة تأمل واعتزاز في مسار تاريخي طويل جمع الشعب المغربي بالعرش العلوي المجيد في كفاح واحد لاستعادة الحرية وترسيخ دولة قوية وعصرية.

فمنذ سنة 1956، انطلقت ورشات بناء المغرب الحديث عبر محطات متواصلة من التشييد، الإصلاح، والتطوير. ويستعرض هذا التقرير أبرز المنجزات التي رافقت مسار المغرب من زمن المقاومة إلى عهد النهضة الشاملة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

أولاً: الدولة الاجتماعية… جذور راسخة وإصلاحات متقدمة

شكل خيار بناء الدولة الإجتماعية أحد الأعمدة الأساسية للمغرب منذ استقلاله، حيث تم التركيز على حماية الفئات الهشة وترسيخ العدالة الاجتماعية.

أهم الإنجازات:

1. منجزات تاريخية أرست الأساس:

ـ الحفاظ على صندوق المقاصة لدعم القدرة الشرائية.

ـ إحداث التعاون الوطني، والضمان الاجتماعي، وصناديق التقاعد.

ـ إطلاق مخططات إقتصادية واجتماعية بين 1958 و2004.

ـ تأسيس مؤسسة محمد الخامس للتضامن كفاعل مركزي في العمل الاجتماعي.

 

2. منجزات العهد الجديد:

• إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ببرامج موجهة لمحاربة الهشاشة وتمكين الشباب.

• إصلاح التعليم والصحة واعتماد قانون إطار 06.22.

ورش الحماية الاجتماعية:

• التغطية الصحية الإجبارية

• تعميم التعويضات العائلية

• تعميم التقاعد

• التعويض عن فقدان الشغل

برامج لدعم التشغيل:

“فرصة”، “أوراش”، “انطلاقة”، “مدن المهن والكفاءات”.

√ إدارة ناجحة لجائحة كورونا عبر دعم مباشر وتلقيح مجاني.

√ برنامج إعادة إعمار مناطق زلزال الحوز بميزانية غير مسبوقة.

√ دعم مباشر للسكن وتعزيز السيادة الغذائية للفلاحين.

 

ثانياً: اقتصاد تنافسي.. المغرب قوة صاعدة

تحول المغرب خلال العقدين الأخيرين إلى منصة إقتصادية صناعية وخدماتية تحظى باعتراف دولي، مدعومة بإصلاحات كبرى وبنيات تحتية عالمية المستوى.

أهم الإنجازات:

ـ إصلاح مراكز الاستثمار الجهوية واعتماد ميثاق الاستثمار الجديد.

بروز المغرب كقطب صناعي في:

• السيارات (منها الكهربائية)

• الطائرات

• الإلكترونيات والصناعات الحربية

• تصنيع الأدوية واللقاحات

ـ تطوير الفلاحة عبر مخططي “المغرب الأخضر” و“الجيل الأخضر”.

ـ مشاريع مائية استراتيجية ضمن البرنامج الوطني للماء 2027.

ـ ريادة في الطاقات المتجددة عبر مشروع “نور” ومخطط الهيدروجين الأخضر.

ـ مخطط “المغرب الأزرق” للنهوض بالسياحة البحرية.

ـ إحداث صندوق محمد السادس للاستثمار.

بنية تحتية بمعايير عالمية:

• ميناء طنجة المتوسطي

• ميناء الناظور والداخلة

• شبكة طرق ومطارات متقدمة

• أول قطار فائق السرعة في إفريقيا (TGV)

 

ثالثاً: نظام سياسي متطور… ترسيخ الديمقراطية والحقوق

شهد المغرب تطوراً سياسياً متدرجاً، جعل منه أحد أكثر الأنظمة استقراراً في المنطقة مع تعزيز مستمر للحقوق والحريات.

أبرز الإصلاحات والمرتكزات:

ـ ظهير الحريات العامة 1958 كأساس للفضاء الحقوقي.

ـ تطور دستوري متواصل وصولاً إلى دستور 2011 الذي عزز الحقوق والحريات.

ـ ترسيخ التعددية السياسية والنقابية وتفعيل الحوار الاجتماعي.

ـ إطلاق ورش الجهوية المتقدمة واللاتمركز الإداري.

ـ تعزيز الديمقراطية التشاركية عبر الملتمسات والعرائض.

ـ دعم حقوق الإنسان عبر مؤسسات وطنية وشراكات مع الأمن الوطني.

ـ تعزيز استقلال القضاء وتطوير القضاء الإداري.

 

رابعاً: إدارة عمومية حديثة وفعالة..

عرفت الإدارة المغربية إصلاحات نوعية تهدف إلى تحسين جودة الخدمات وتقريبها من المواطن.

أبرز الخطوات:

• تحديث الوظيفة العمومية منذ 1958

• رقمنة المساطر الإدارية بموجب القانون 55.19

• اعتماد منهجيات الجودة في الخدمات العمومية

• اعتبار رضا المواطن معياراً لتقييم أداء المرافق

 

خامساً: أمن قوي… نموذج عالمي في الاستقرار

استطاع المغرب فرض مكانته كدولة آمنة بفضل مقاربة شمولية تجمع بين الوقاية، الحكامة، والتعاون الدولي.

أهم النجاحات:

ـ أجهزة استخباراتية استباقية وفعالة.

ـ نموذج ديني معتدل قائم على الوسطية.

ـ برامج تأهيل وإدماج السجناء (برنامج “مصالحة”).

ـ شراكات أمنية دولية واسعة.

 

سادساً: الوحدة الترابية… انتصارات دبلوماسية متعاقبة

شكل الدفاع عن الوحدة الترابية أولية وطنية، وحقق المغرب خلالها نجاحات دبلوماسية غير مسبوقة.

أهم التطورات:

ـ تنمية كبرى في الأقاليم الجنوبية ودعم الارتباط مع إفريقيا.

ـ افتتاح عشرات القنصليات في العيون والداخلة.

ـ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء (2020).

ـ تنامي الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي.

ـ قرار مجلس الأمن 2797 (2025) المعترف بسيادة المغرب على صحرائه.

ـ إقرار عيد الوحدة يوم 31 أكتوبر.

 

سابعاً: تعاون دولي واسع… المغرب شريك وفاعل عالمي

أصبح المغرب شريكاً استراتيجياً للقوى العالمية، وفاعلاً محورياً في إفريقيا وأوروبا والمنطقة الأطلسية.

أبرز محاور التعاون:

• شراكات استراتيجية مع أوروبا وأمريكا وروسيا وآسيا

• العودة للاتحاد الإفريقي سنة 2017

• مشروع أنبوب الغاز المغربي–النيجيري

•الاستراتيجية الأطلسية للتعاون مع 23 دولة إفريقية

 

من زمن النضال الوطني إلى عهد التحديث الشامل، أثبت المغرب قدرته على الجمع بين الاستقرار السياسي، النهضة الاقتصادية، والتقدم الاجتماعي، بفضل رؤية ملكية واضحة ومسار إصلاحي مستمر.

ومع حلول الذكرى السبعين للاستقلال، يواصل المغرب بناء نموذج تنموي رائد يجمع بين الدولة الاجتماعية، الاقتصاد المتنافس، والوحدة الوطنية، ليصنع مكانته كقوة إقليمية صاعدة بثبات وثقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى