للأوسكار حسابات أخرى.. مشاهير أشاد بهم النقاد وخذلتهم الأكاديمية
أحدهم دخل موسوعة غينيس والأخرى تحمل رقما قياسيا.. مشاهير لن تتوقع عدم فوزهم بالأوسكار أبدا
اقتربنا من حفل توزيع جوائز الأوسكار الرابع والتسعين، الاحتفال الأهم والأبرز سنويا سواء للعاملين في مجال السينما والأفلام أو المهتمين به.
ورغم ضخامة الحدث واعتباره بمثابة اعتراف بالتميّز لحاملي التماثيل الذهبية داخل هوليود وخارجها، خاصة في ظل الظروف العصيبة الجارية التي تجعل خروج عمل فني للنور أشبه بولادة متعثرة، فإن المتابعين -عاما بعد آخر- صاروا يعلمون أن للأكاديمية حسابات أخرى، وهو ما قد يفسر كيف لمشاهير القائمة التالية ألا يفوزوا بالأوسكار حتى الآن، مع كل ما قدموه من أعمال فنية مهمة على مدى عقود.
اعتاد الغالبية على التعامل مع جيم كاري كممثل كوميدي بسبب بدايته والأفلام التي حاز على شهرته بسببها، إلا أن ذلك لم يمنعه من تغيير جلده بين حين وآخر وتقديم أدوار قوية كما جاء في أفلام: “القناع” (The Mask)، و”عرض ترومان” (The Truman Show)، و”رجل على القمر” (Man on the Moon)، و”إشراقة أبدية لعقل نظيف” ( Eternal Sunshine of the Spotless Mind).
وهي الأعمال التي ترشح أحدها لجائزة بافتا البريطانية، وترشحت جميعها لجائزة غولدن غلوب، وفاز فيها كاري بالفعل عن اثنين منها بجائزة أفضل ممثل، ورغم ذلك لم تلتفت إليه الأكاديمية أو تمنحه ولو ترشيحا واحدا عن أي منها.
أما هذه الفئة فتضم ممثلين لم يترشحوا للأوسكار سوى مرة واحدة فقط عكس كل التوقعات المنطقية، أولهم ليام نيسون صاحب التحفة الفنية “قائمة شندلر” (Schindler’s List) التي تُصنّف كأفضل سادس عمل ضمن قائمة “أفضل الأفلام بتاريخ السينما العالمية” وفقا لموقع “آي إم دي بي” (IMDb).
هناك أيضا هاريسون فورد الذي مثّل اثنتين من أشهر الشخصيات في تاريخ السينما الأميركية، وهما “إنديانا جونز” و”هال سولو”، وقد قدّمهما على مدى سنوات طويلة، وبلغت أرباح سلسلة “إنديانا جونز” ملياري دولار.
وبيل موراي الذي صعد السلم من أوله، بداية من كونه عضوا ضمن فريق برنامج “ساترداي نايت لايف” (Saturday Night Live) ثم تقديمه الأدوار الكوميدية الخفيفة، وصولا إلى الدراما الجادة والأعمال المميزة التي قدمها مع المخرج غير التقليدي ويس أندرسون باعتباره أحد الممثلين المفضلين لديه.
وأخيرا صامويل جاكسون، أحد أكثر الممثلين غزارة إنتاجية برصيد بلغ 199 فيلما، تنوعت بين الأعمال التجارية والثقيلة دراميا وذات القيمة الفنية، حتى أنه دخل موسوعة “غينيس للأرقام القياسية” في عام 2011 كونه الممثل الأكثر جَنيا للأموال.
ووفقا لما ذكر في مجلة “فوربس” (Forbes) “فإن أفلامه حصدت إيرادات تجاوزت 16.3 مليار دولار، دون أن يتضمن ذلك الأعمال الضخمة التي شارك خلالها بأدوار صغيرة مثل فيلم “أفاتار” (Avatar) أو أفلام “مارفل”.
لا يمكن إنكار أن الترشح للأوسكار تكريم عظيم وحافز يشعل وقود صاحبه للاستمرار في تقديم أفضل ما لديه، لكن أيهما أسوأ: عدم الترشح على الإطلاق، أم الترشح والتمسك بخيوط الأمل ثم الخسارة كل مرة؟
هناك لائحة طويلة من المشاهير الذين ترشحوا للجائزة عدة مرات دون جدوى، وهو ما جعل الجمهور يُشفق عليهم، وينتظر أن يحالفهم الحظ ويعودوا إلى منازلهم حاملين شعار النصر، لكن مع تطور الصناعة وارتفاع مستوى المنافسة، بات الفوز بالجائزة أكثر صعوبة.
أشهر هؤلاء ممن حالفهم الحظ للترشح مرارا، غلين كلوز التي قاربت مسيرتها من 50 عاما، إذ ترشحت للأوسكار 8 مرات آخرها كان العام الماضي كأفضل ممثلة مساعدة عن فيلم “مرثية هيل بيلي” (Hillbilly Elegy)، وهو ما أهلّها لأن تصبح صاحبة الرقم القياسي لأكبر عدد ترشيحات دون فوز.
في المرتبة الثانية تأتي إيمي أدامز -صاحبة الأدوار الشديدة التنوع بين الدراما والخيال العلمي والسير الذاتية- بإجمالي 6 ترشيحات، آخرها كان في 2019 عن فيلم “النائب” (Vice)، ويبدو أنها ليست سيئة الحظ فقط بالأوسكار وإنما بالبافتا البريطانية كذلك، فمن إجمالي 7 ترشيحات لم تفز بعد بالجائزة.
ومن النجوم يأتي على رأس القائمة المخضرم كلينت إيستوود الذي أخرج 45 عملا وعمل ممثلا في 72 فيلما. وبالرغم من حصوله على 4 جوائز أوسكار من بين 12 ترشيحا، فإنه فاز بالجائزة ضمن فئة أفضل مخرج وأفضل فيلم، بينما لم يفز بها مطلقا كأفضل ممثل، بل إنه لم يترشح لتلك الجائزة إلا مرتين فقط في 1993 و 2005، والأغرب أنه لم يترشح لها بالبافتا البريطانية أبدا، وإنما ترشح لجوائز أفضل فيلم وأفضل مخرج في 1993 و2009 فقط، ولم يحصد أي منهما.
وأخيرا مع إدوارد نورتون وجوني ديب بعدد ترشيحات متساوية بلغت 3 ترشيحات، وهو ما يستغربه النقاد والجمهور، لما عُرف عنهما من موهبة فريدة، فالأول يرفع سقف التوقعات بأي عمل يشارك فيه حتى أن بعض النقاد وزملاء مهنته يصنفونه الممثل الأفضل في تاريخ السينما، ومع ذلك لم يفز بالأوسكار أو البافتا وجاء نصيبه من الغولدن غلوب جائزة واحدة.
أما الثاني، فأدواره لا يتصوّر أحد أن يقدمها سواه، خاصة تلك التي قدمها مع المخرج تيم بورتون، فهو أشبه بعجينة سحرية تتشكل وتتحول إلى الشخصية التي يجسدها، والتي على الأغلب تكون استثنائية لا تشبه أي شخص سبق أن شاهدناه على الشاشة.
في ذيل القائمة يأتي ويل سميث صاحب الشعبية الجارفة والكاريزما الهائلة والإسهامات الفنية العديدة في مجال التمثيل والغناء، وبيندكت كامبرباتش الذي احترف الأدوار التاريخية وتضاعفت شهرته ومكانته الفنية خلال السنوات الأخيرة، وجيسيكا شاستاين التي شاركت في عدة أفلام مهمة سينمائيا.
العامل المشترك بين ثلاثتهم أن جميعهم سبق ترشحهم للأوسكار دون فوز، وها هم يترشحون هذا العام من جديد، الأول عن فيلم “الملك ريتشارد” (King Richard)، والثاني عن فيلم “قوة الكلب” (The Power of the Dog)، والثالثة عن فيلم “عيون تامي فاي” (The Eyes of Tammy Faye)، فهل يحالف أحدهم الحظ أخيرا أم تستمر حصيلتهم صفرا ويعودون إلى بيوتهم خالي الوفاض؟