طنجة.. مؤتمر دولي يقارب موضوع “ترجمة التنوع في زمن العولمة”
متابعة

افتتحت اليوم الأربعاء بمدينة طنجة فعاليات مؤتمر دولي من تنظيم مدرسة الملك فهد العليا للترجمة حول موضوع “ترجمة التنوع في زمن العولمة .. تحديات لسانية وهوياتية وإعلامية”.
وبهذه المناسبة، أكد رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، أن انعقاد المؤتمر، الذي يشارك فيه خبراء وأكاديميون مغاربة وأجانب، يعكس الأهمية التي تضطلع بها الترجمة في تقريب الحضارات وتعزيز التواصل بين شعوب العالم، وتكرس ثقافة الانفتاح على العالم في بعده الأكاديمي والعلمي، معتبرا أن هذا المؤتمر يعكس أيضا سعي المؤسسات العليا التابعة للجامعة لمواكبة تحديات التنمية والطفرة التي تعرفها جهة طنجة-تطوان-الحسيمة كموقع حضاري منفتح وقطارا للتنمية، وكبوابة على شركاء المغرب الخارجيين.
وأضاف المومني أن الترجمة هي من الضمانات العلمية الناجعة لتدبير الاختلاف الثقافي والحضاري في عالم يتميز بالتحولات العديدة والتغيرات المتسارعة، وكذا تعزيز التقارب بين الشعوب، مبرزا أن الترجمة تساهم أيضا في الحفاظ على الذاكرة الجماعية وتمكن من تخطي التحديات التواصلية، وهي أيضا وسيلة للتأثر والتأثير في أبعادهما الإيجابي والإنساني والعلمي.
من جهته، اعتبر مدير مدرسة فهد العليا للترجمة، محمد خرشيش، أن المؤتمر هو فضاء علمي للتواصل بين الباحثين والأكاديميين المهتمين بموضوع الترجمة، وهو أيضا فعالية تكوينية لمواكبة مستجدات الترجمة وعالم اللغات الواسع، وفي الوقت ذاته هو فرصة للبحث في خصوصيات الترجمة في زمن العولمة التي تتميز بتحديات مفاهيمية وإنسانية وحضارية كثيرة ومعقدة، ووسيلة لتبديد سوء الفهم وتحقيق التقارب بين الشعوب.
أما مدير مختبر البحث في الترجمة والإعلام والتواصل، حميد بركاش، فقد أشار إلى أن المؤتمر هو فرصة مواتية للتعمق في ماهية الترجمة والتحديات التي تواجهها حاضرا ومستقبلا مع بروز الذكاء الاصطناعي والتطور المضطرد للتكنولوجيات الحديثة، مبرزا أن الترجمة هي آلية ضرورية لفهم العالم بعمق بتحدياته وتناقضاته واختلافاته ونموه.
وسجل أن المؤتمر، الذي يتواصل الى غاية يوم غد الخميس، يضمن استمرار حركية البحث في مجال حيوي يتطور بسرعة مع تطور الآليات التواصلية واتساع حجم ومضمون اللغات والسيميولوجيا والمعلومات، مشددا على أن الاهتمام بالترجمة كعلم وآليات للتواصل المجرد يساهم في تجاوز اختلاف الحضارات والثقافات وفي الوقت ذاته تعزيز القيم الإنسانية.
وفي السياق ذاته، قالت الخبيرة الإيطالية أسونتا بوليزي، رئيسة الشبكة الدولية للبحوث “ميميتا”، إن المؤتمر الدولي لطنجة رافعة مهمة من رافعات التواصل بين الخبراء والأساتذة الباحثين والطلبة، وهو يؤكد كحدث علمي بارز أن معرفة الآخر وفهمه والتواصل معه والتجاوب معه وتثمين المشترك الحضاري يمر عبر الترجمة التي استخدمها الإنسان منذ أمد بعيد إلى يومنا الحاضر، وقد أدت المهام ذاتها رغم ما اعترى العالم من تطور وتحول إيجابيا كان أو سلبيا.
وأكدت أن الدور الذي تضطلع به الترجمة في تدبير الاختلاف بشكل حضاري وتثمين الإرث الإنساني والموروث الثقافي في مختلف تجلياته وأبعاده ودعم الحوار الثقافي بروافده ومرجعياته المتعددة، يجعل منها وسيلة علمية بخلفية إنسانية تحتاج الى أن تكون دائما في صلب البحث العلمي.
ويتضمن برنامج الفعالية الدولية العلمية، التي يشارك فيها أكاديميون وخبراء من المغرب وإسبانيا ومصر وفرنسا وإيطاليا إما بشكل مباشر أو عبر التناظر عن بعد، ندوات ستتناول “الترجمة واشكالية المثاقفة”، و “الترجمة والهويات الثقافية”، و “الترجمة في ظل العولمة والهويات السياسية”، و”التبادل الثقافي”، و”التعددية اللغوية في اللغة العامية المغربية”، و “الوساطة الثقافية في ظل التعددية”، و “الترجمة الطبية في المغرب”، و”الاستراتيجية الترجمية .. لزوم ما يلزم”.
كما تتناول التظاهرة “آراء في الترجمة السمعية البصرية، ترجمة الأشرطة الوثائقية من الألمانية الى العربية نموذجا”، و “الترجمة بلاحدود بين تلاقح الثقافات والرغبة في الهيمنة”، و “الترجمة الآلية، ابداع ولا ابداع في آن واحد”.